وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - ربما طلب من الآيات - التي يقترحون - رغبة منه في إيمانهم فيجاب بأنها: لا تستلزم الهدى. بل توجب عذاب الاستئصال لمن كذب بها.
سؤالهم الآيات واللَّه سبحانه قد يظهر الآيات الكثيرة. مع طبعه على قلب الكافر كفرعون قال تعالى {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا} [الأنعام: 109]- إلى قوله - {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: 111] (?) وقال تعالى {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59]- الآية (?) .
بين سبحانه وتعالى: أنه إنما منعه أن يرسل بها إلا أن كذب بها الأولون فإذ كذب هؤلاء كذلك استحقوا عذاب الاستئصال. وروى أهل التفسير وأهل الحديث عن ابن عباس. قال «سأله أهل مكة أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال حتى يزرعوا. فقيل له إن شئت نستأني بهم وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا هلكوا، كما هلك من قبلهم. فقال بل أستأني بهم فأنزل اللَّه {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59] » - الآية.
وروى ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية. قال رحمة لكم أيها الأمة إنا لو أرسلنا بالآيات فكذبتم بها: أصابكم ما أصاب من قبلكم. وكانت الآيات تأتيهم آية بعد آية. فلا يؤمنون بها قال تعالى {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} [يس: 46]- الآيات (?) .