السيف وعليه المغْفَر، فضربَ يده بنَعْلِ السيف، وقال: أَخّرْ يدك عن لحيته، فرفع عروة رأسه، وقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، قال: أي غُدَرُ، أَوَلَسْتُ أسعى في غُدرتك؟ -وكان المغيرة صحبَ قومًا في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم- فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما الإِسلامُ فقد قبلنا، وأما المال فإنه مالُ غَدرٍ، لا حاجة لنا فيه -فذكر الحديث- فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اكتب: هذا ما قاضَى عليه محمدٌ رسول اللَّه -وقَصَّ الخبر- فقال سُهيل: وعلى أنه لا يأتيك منَّا رجل، وإن كان على دينك، إلا رَدَدْتَهُ إلينا، فلما فرغ من قَضيِّة الكتاب، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلِقوا، ثم جاء نِسوةٌ مؤمنات مهاجرات -الآية، فنهاهم اللَّه أن يردوهن، وأمرهم أن يردوا الصَّداق، ثم رجع إلى المدينة، فجاءه أبو بَصير، رجل من قريش -يعني فأرسلوا في طلبه- فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به، حتى إذا بلغ ذا الحليفة نزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: واللَّه إني لأري سيفك هذا يا فلانُ جيدًا، فاسْتَلَّهُ الآخر، فقال: أجل، قد جَرَّبت به، فقال أبو بصير: أرِنِي أنظُر إليه، فأمكَنه منه، فضربه حتى بَردَ، وَفَرَّ الآخر حتى دخل المدينة، فدخل المسجد يعْدُو، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لقد رَأى هذا ذُعْرًا، فقال: قُتل واللَّه صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أبو بصير، فقال: قد أوفَى اللَّه ذمتَك، فقد رددتني إليهم، ثم نجَّاني اللَّه منهم، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَربٍ، لو كان له أحدٌ، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج، حتى أتى سِيفَ البحر، ويَنفلتُ أبو جَنْدل، فلحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة".hصحيح: خ]
• وأخرجه البخاري (2731، 2732) مطولًا، ومسلم (×) والنسائي (2771) مطولًا ومختصرًا.
2766/ 2649 - وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: "أنهم اصطلحوا على وَضْع الحرب عَشرَ سنين، يأمَنُ فيهنَّ الناسُ، وعلى أن بيننا عَيْبَةً مكفوفةً، وأنه لا إسلال ولا إغلال".hحسن]