وقوله: "فعلمني" بفتح العين الهملة، وتشديد الميم وفتحها، أي: جعل لي العُمَالة، وهي أجرة العمل. وفيه جواز أخذ الأجرة على أعمال المسلمين وولايتهم الدينية والدنيوية، قيل: وليس معنى الحديث في الصدقات، وإنما هو في الأموال التي يقسمها الإمام على أغنياء الناس وفقرائهم، وستشهد بقوله في بعض طرقه "يَتَموَّله" وقال: الفقير لا ينبغي أن يأخذ من الصدقة ما يتخذه مالًا، كان عن مسألة أو عن غير مسألة.
1648/ 1583 - وعن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة والتعفُّف منها والمسألة "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة".hصحيح: ق, ورواية: "المتعففة" شاذة]
• وأخرجه البخاري (1429) ومسلم (1033) والنسائي (2533). بهذا اللفظ "اليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة".
وقد ذكر أبو داود عن أيوب "العليا المتعففة"، وروي عن الحسن البصري: أن السلفى الممسكة المانعة، وقد ذكر في حديث مالك بن نَضْلة الذي بعده "أن الأيدي ثلاثة".
وذهبت المتصوفة إلى أن اليد العليا هي الآخذة، لأنها نائبة عن يد اللَّه تعالى. وما جاء في الحديث الصحيح من التفسير مع فهم المقصد من الحث على الصدقة أولى. فعلى التأويل الأول هي عليا بالصورة، وعلى الثاني عليا بالمعنى. وفي الحديث ندب إلى التعفف عن المسألة، وحَضٌّ على معالي الأمور، وترك دَنِبهَا، وفيه أيضًا حض على الصدقة.
قال أبو داود: اختُلف على أبواب عن نافع في هذا الحديث، قال عبد الوارث: "اليد العليا المتعفة"، وقال أكثرهم عن حماد بن زيد عن أيوب: "اليد العليا المنفقة" وقال: واجد -يعني- عن حماد بن زيد: "المتعففة".
1584 - وعن مالك بن نَضْلة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأيدي ثلاثة، فيد اللَّه العليا، ويد المعطى التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطِ الفضل، ولا تُعْجِزْ عن نفسك".hصحيح]