ما أدخل بينكم إلا كدخول المرود في الأجفان بيد لها ما ذهب من النور والغمض وكالنسيم بين الأغصان معطف بعضها على بعض وله: لمجت لواهج التصغير برويد والضرب بزيد.
ومن دعائه للسلطان: جعل الله الأرض التي يملكها مبقلة والأرض التي يطأها مقبلة والأرض التي يجر عسكره مثقلة والأرض التي يلاقي عدوه بها مقتله.
قال كان يعدل في البذل فقال: أحسن ما سمعته في حب العدل للفقيه زين الدين بن الحكيم.
من ذم عاذله فإني شاكر للعذل ... أيقاظه فاهتزت لمقامه أكناف المنبر واهتزت
مبتصثبتصثبتصأأسيلللسيلصبصبقففغاقفما ضرهم إغراؤهم بالعدل إن لم أقبل
تعبت الملام عليهم وحلاوة التذكار لي ... لهم القلب من ذكر الأحبة ممتلي
وكان نقاداً للشعر جيد الفكر ولكنه يلوم أهله على أظهار النظم ويقولون يتعرضون للذم. وجرى عنده يوماً حديث وحيش الشاعر من أهل عصرنا فقال: استحسنت أبياته في القاضي كمال الدين الشهرزوري وقد مطله:
سنة تمر وتتلوها سنة ... شهر يكر وبعده شهر
والمدح مني غير مقتصر ... ونداك لا قل ولا كثر
وأروح بالإحسان مشتملاً ... حتى كان عطيتي كفر
واستحسن لحسان الكلبي من أهل عصرنا في وصف دمشق:
لشام شآمة وجنة الدنيا ... كما أن إنسان مقلتها الغضيضة جلق
من روضها لك جنة مال تنقص ... ومن الشفيق جهنم ما تحرق
قريب الخطو يحسب لو رآني ... ولست مقيداً لي بقيد
وأنشده عنده:
كان بزاته أمراء جيش ... على أكتافهم صدأ الدروع
واستحسن الفاضل قول الشاعر في معنى اقتضاء الوقت:
شر من عاش ماله ... فإذا حاسبه الله سره الإعدام
وجرى بالمجلس الكريم الفاضلي ذكر حب الصغير وان القلب الضيق ربما ضاق عنه فارتجل في الحال هذه الأبيات:
طفل كفاه القلب داراً له ... كأنما القلب له قالب
ويوسف الحسن وقلبي له ... سجن وما تم له صاحب
أصبح والقلب لباس ... له لا قاصر عنه ولا ساحب
وهو كعيني وهو إنسانها ... وهي له من الخارج حاجب
ضاق به ضيق عناقي له ... فلم يسع ما قاله العايب
تام الجزء الأول من كتاب سنا البرق الشامي ويتلوه في الثاني