معناه ولدار الحال الآخرة خير. وَقِيلَ: هُوَ إِضَافَةُ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، كَقَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} [الْوَاقِعَةِ: 95] وَكَقَوْلِهِمْ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَرَبِيعُ الْآخَرِ {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109] فَتُؤْمِنُونَ.

[110] {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110] اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: (كُذِبُوا) فَقَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَبُو جَعْفَرٍ: (كُذِبُوا) بِالتَّخْفِيفِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُنْكِرُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالتَّشْدِيدِ، فمن شدده قَالَ: مَعْنَاهُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ وَظَنُّوا أَيْ أَيْقَنُوا- يَعْنِي الرُّسُلَ- أَنَّ الْأُمَمَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ تَكْذِيبًا لَا يرجى بعد إيمانه، والظن لمعنى الْيَقِينِ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ قَتَادَةَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قومه أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنُّوا أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ وَارْتَدُّوا عَنْ دِينِهِمْ لِشِدَّةِ المحنة والبلاء عليهم استبطاء النَّصْرِ. وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ قَالَ: مَعْنَاهُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ وَظَنُّوا أَيْ: ظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كذبتهم في وعيد العقاب. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّ معناه ضعف قلوبهم. يعني: وظنت الرسل أنهم قد كَذَبُوا فِيمَا وَعَدُوا مِنَ النَّصْرِ، وَكَانُوا بَشَرًا فَضَعُفُوا وَيَئِسُوا وَظَنُّوا أنهم قد أَخْلَفُوا، ثُمَّ تَلَا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [البقرة: 214] (جاءهم) أَيْ: جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا. {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: 110] قَرَأَ الْعَامَّةُ بِنُونَيْنِ، أَيْ: نَحْنُ نُنَجِّي مَنْ نَشَاءُ. وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مَضْمُومَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْيَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، لِأَنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي الْمُصْحَفِ بنون واحدة مضمومة، فَيَكُونُ مَحَلُّ (مَنْ) رَفْعًا عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى يَكُونُ نَصْبًا، فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ، وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ المطيعون. {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا} [يوسف: 110] عذابنا، {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110] أي: الْمُشْرِكِينَ.

[111] {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} [يوسف: 111] أَيْ: فِي خَبَرِ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ, {عِبْرَةٌ} [يوسف: 111] عِظَةٌ, {لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ} [يوسف: 111] يعني: القرآن, {حَدِيثًا يُفْتَرَى} [يوسف: 111] أَيْ يُخْتَلَقُ, {وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي} [يوسف: 111] أَيْ وَلَكِنْ كَانَ تَصْدِيقَ الَّذِي, {بَيْنَ يَدَيْهِ} [يوسف: 111] مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ, {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} [يوسف: 111] مِمَّا يَحْتَاجُ الْعِبَادُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ, {وَهُدًى وَرَحْمَةً} [يوسف: 111] بيانا ونعمة, {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]

[سورة الرعد]

قوله تعالى المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك

[قوله تعالى المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ] مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ. . . . .

(13) سورة الرعد [1] {المر} [الرعد: 1] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَعْنَاهُ أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} [الرعد: 1] يَعْنِي: تِلْكَ الْأَخْبَارُ الَّتِي قَصَصْتُهَا عليك آيات التوراة والإنجيل والكتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015