وروى البخاري عند تفسيرها عَنِ الْعَوَامِّ قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَةِ (ص) فقال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما مِنْ أَيْنُ سَجَدْتَ؟ فَقَالَ: أَوَمَا تَقْرَأُ {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داود وسليمان}، {أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقتده}؟ فكان داود عليه الصلاة والسلام مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتدي به، فسجدها داود عليه الصلاة والسلام، فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقوله تعالى: {وَإِن لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنُ مَآبٍ} أَيْ وإن يوم لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بها، وحسن مرجع، وهو الدرجات العالية فِي الْجَنَّةِ لِتَوْبَتِهِ وَعَدْلِهِ التَّامِّ فِي مُلْكِهِ، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ: «الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يُقْسِطُونَ فِي أَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا». وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يوم القيامة وأشدهم عذاباً إمام جائر» (أخرجه الإمام أحمد والترمذي).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015