حيث يشاؤون، وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا ناقشته الحساب لنفسه مما في يديه، إلا ما كان من الورعين فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب، أما البكاؤون من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى، لا يشاركون فيه.

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم قال: أي رب! عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا! قال: فيفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها، وقال: يا موسى! هذا ما أعددت له. قال موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم: أي رب! وعزتك وجلالك، لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط. قال: ثم قال موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم: أي رب! عبدك الكافر يوسع عليه في الدنيا! قال: يفتح له باب من النار، فيقال: يا موسى! هذا ما أعددت له. فقال موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم: أي رب! وعزتك وجلالك، لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره كأن لم ير خيراً قط.

قال أبو أيوب المقرئ: كلم الله موسى مئة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة، ذكر كلمة كلمة، قال له: يابن عمران! كل خدن لا يؤازرك على طاعتي فاتخذه عدواً كائناً من كان.

قال وهب بن منبه: إن الله كلم موسى في ألف مقام، وكان إذا كلمه رئي النور على وجهه ثلاثة أيام، ولم يمس موسى عليه السلام امرأة منذ كلمه ربه.

وعن كعب قال: قال موسى: أقريب فأناجيك أم بعيد فاناديك؟ قال: يا موسى! أنا جليس من ذكرني. قال: يا رب! فإنا نكون من الحال على حال نعظمك ونجلك أن نذكرك عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015