ابن عمك، دعاك سبعين مرة فلم ترحمه! وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لو دعاني من ذلك سبع مرات لنجيته ولاستجبت به. فقال موسى: أنت الرحيم يا رب! ومنك الرحمة، وإنما اشتد غضبي لله، إنه اختار دعاء المخلوق على الخالق.
قال علي بن زيد بن جدعان: سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي وهو مستند إلى المقصورة، فذكر سليمان بن داود وما آتاه الله من الملك، ثم قرأ هذه الآية: " أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " حتى بلغ " فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " ولم يقل هذا من كرامتي، ثم قال إن " ربي غني كريم " ثم ذكر قارون وما أوتي من الكنوز فقال " إنما أوتيته على علم عندي " قال: بلغنا أنه أوتي الكنوز والمال حتى جعل باب داره من ذهب، وجعل داره كلها من صفائح الذهب، وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون، يطعمهم الطعام ويتحدثون عنده. وساق الحديث.
وقيل: إن موسى لما أتى قومه وأمرهم بالزكاة جمعهم قارون فقال: هذا جاءكم بالصوم والصلاة وأشياء تحتملونها، أفتحتملون أن تعطوه أموالكم؟ قالوا: ما نحتمل أن نعطيه أموالنا، فما ترى؟ قال: أرى أن ترسلوا إليه بغي بني إسرائيل فتأمرونها أن ترميه بأنه أرادها على نفسها. وساق الحديث.
وروي عن وهب بن منبه: أن موسى لم يدخل أرض مصر، إنما بعث جندين، كل جند اثنا عشر ألفاً، فالله أعلم أي ذلك كان؛ وأما ما فسره المفسرون أنه قد رجع إلى أرض مصر لقول الله عز وجل: " كذلك وأورثناها بني إسرائيل " الجنان والعيون والزروع والكنوز والمقام الكريم التي كانت لآل فرعون.