وأخبروه بما هو له حظ إن فعل من الإحسان فيما أعطاه الله. قالوا: إنهم قالوا لقارون: انظر إلى ما أعطاك الله فاقسمه في فقراء قومك وأهل بيتك. قال قارون: يعينون بذلك موسى وهارون، وهما أقرب بني إسرائيل إلى مال جمعته على علم عندي من صنعه الذهب؟ والله لا أفعل. فلما سمع ذلك موسى كبر عليه وظن موسى أنما ظن قارون أني طمعت في ماله؟ فخرج موسى حين قيل له: هذا قارون قد أقبل. فقال موسى: اللهم إني أسألك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن تأمر الأرض أن تطيعين. فأوحى الله عز وجل إلى الأرض أن أطيعي عبدي موسى. فقالت الأرض - وأنطقها الله -: يا موسى! مرني فأطيعك، قال: خذي قارون وما معه. قال: فأخذت قارون ومن معه من الغلمان والجواري، وتركت أموالهم ودوابهم، فقيل لقارون: هذا موسى قد دعا عليك - وهو يسيخ في الأرض - فنادى قارون: يا موسى! أنا ابن عمك قارون فارحمني. قال موسى: خذيه. فأخذتهم الأرض إلى ركبهم، فنادى: يا موسى! إن ربك رحيم فارحمني. قال موسى: خذيهم. فأخذتهم إلى أوساطهم. قال قارون: يا موسى! أتوب وأرجع. قال: خذيهم. فأخذتهم. فلم يزل قارون يدعو موسى حتى دعاهم سبعين مرة، كل ذلك يقول للأرض: خذيهم، حتى ابتلعتهم وبقيت الأموال.

فتحدث بنو إسرائيل فقالوا: إنما دعا عليه وترك الأموال لما يريدها لنفسه. فقال موسى: يا رب! وأمواله. فخسف الله بها الأرض، فهم يتجلجلون فيها إلى الأرض السابعة إلى يوم القيامة، تسيخ كل يوم على قدر قامته، فلما رأى ذلك بنو إسرائيل قال الذين " تمنوا مكانه بالأمس " فإنهم تمنوا غدوة، وخسف بقارون عشية، فلما أصبحوا قال: " ويكاد الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده " " ويكأنه " يعني: ألم تر أنه " لا يفلح الكافرون ".

فلما عاينوا بعد ما صنع الله بقارون خافوا على أنفسهم، قالوا " لولا أن من الله علينا لخسف بنا " فأوحى الله إلى موسى فقال: يا موسى! عبدي قارون وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015