لا ينفك عناه؛ وفقرٍ لا يدرك منتهاه. الدنيا طالبةٌ ومطلوبةٌ؛ فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنق.

وعن زرعة بن إبراهيم قال: قال المسيح: بحق أقول: كما لا يستطيع أحدكم أن يبني على موج البحر داراً، كذاكم الدنيا، فلا تتخذوها قراراً.

وعن سفيان الثوري قال: قال عيسى بن مريم: لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن، كما لايستقيم الماء والنار في إناء.

قال ابن شوذب: مر عيسى صلوات الله عليه على نبينا وعليه وسلم بقومٍ يبكون على ذنوبهم فقال لهم: ارتكوها يغفر لكم.

وعن أبي عبد الله الصوفي قال: قال عيسى بن مريم: طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر، كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً حتى تقتله.

قال عيسى: إن الشيطان مع الدنيا، ومكره مع المال، وتزيينه عند الهوى، واتمكانه عند الشهوات.

وعن سفيان الثوري قال: قال المسيح: كن وسطاً وامش جانباً.

وعن يزيد بن ميسرة قال: قال عيسى بن مريم: بحق أقول لكم: كما تواضعون، كذلك ترفعون، وكما ترحمون كذلك ترحمون، وكما تقضون من حوائج الناس، كذلك يقضي الله من حوائجكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015