والإنس والشياطين وإبليس في نفسه!
ب- وإن قال: خلقهم خارجا من نفسه, ثم دخل فيهم, كفر أيضا, حن زعم أنه دخل في كل مكان وحش وقذر.
ج- وإن قال خلقهم خارجا من نفسه, ثم لم يدخل فيهم. رجع عن قوله أجمع, وهو قول أهل السنة"1.
والمذهب الآخر قول بعض غلاة النفاة للعلو:
"الله, لا فوق, ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه" "2" ويزيد بعض فلاسفتهم:
" لا متصلا بالعالم ولا منفصلا عنه"!
قلت: وهذا النفي معناه -كما هو ظاهر- أن الله غير موجود, وهذا هو التعطيل المطلق, والجحد الأكبر, تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وما أحسن ما قال محمود بن سبكتكين لمن وصف الله بذلك: ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم! " ذكره في "التدمرية" "ص41".
وهذان المذهبان الباطلان أحدهما -ولا بد- لازم لكل من أنكر صفة العلو لله على عرشه, كما سبق بيانه.
وإن مما يؤسف له شديد الأسف أن المذهب الأول منهما هو السائد اليوم على ألسنة الناس في هذه البلاد عامتهم وخاصتهم فما تكاد تجلس في مجلس يذكر الله فيه, إلا بادرك بعض الجالسين فيه بقوله: "الله موجود في كل مكان"! وقد يقول آخر: "الله موجود"! في كل الوجود" فإذا سارعت إلى بيان