فهموه عن الصحابة، مما فهموه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيَهْ وسلم أن الله في السماء، يعني فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: "أنه فوق عرشه" ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته. "إذ"1 لا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، قد كان ولا مكان".
ثم سرد كلاماً طويلاً إلى أن قال:
"فلما أيقن المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه، وتخصيصه بصفة الاستواء، علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه، وأنه على الحقيقة لا علي المجاز، لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله، إذ ليس كمثله شيء".
165- "القاضي العلامة أبو بكر بن العربي 468-543"
347- ذكر في تفسير سورة الأحزاب في قوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِك} قال: "فهذا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عصى ربه لا حال الجاهلية، ولا بعدها، تكرمة من الله وتفضيلا وجلالا، أحله به المحل الرفيع، ليصلح أن يقعد معه على كرسيه للفصل بين "الخلق في"2 القضاء يوم الحق".
وذكر فصلا طويلا، وما علمت للقاضي مستندا في قوله هذا سوى مجاهد والله أعلم.
وابن العربي من كبار أئمة الأندلس، رحل ولحق مثل طراد الذينبي والكبار، وقد سارت بتصانيفه الركبان.
توفي سنة بضع وأربعين وخمسائة.