يخلو منه العرش ويصير العرش فوقه، وهذا مستحيل بالنسبة لنزول المخلوق الذي يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر، وهذا الذي أشار إليه إسحاق هو المأثور عن سلف الأمة أو أئمتها، أنه تعالى لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوة ونزوله إلى السماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو الصواب. فراجع بسط ذلك في كتابه "شرح حديث النزول" "ص42-59".

236- قال أبو حامد بن الشرقي: سمعت حمدان السلمي وأبا داود الخفاف يقولان: سمعنا إسحاق يقول:

قال لي ابن طاهر: يا أبا يعقوب، هذا الذي ترويه "ينزل ربنا كل ليلة كيف ينزل؟ قلت: أعز الله الأمير، لا يقال: كيف، إنما ينزل بلا كيف..

205- قلت: أبو حامد بن الشرقي اسمه أحمد بن محمد، وهو ثقة حافظ توفي سنة 325 لكن شيخه حمدان السلمي لم أعرفه، ومثله قرينه أبو داود الخفاف. وقد ألقي في نفسي بادئ الرأي أنه لعله أبو عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم الخفاف الحافظ المعروف المتوفى سنة "299" فإن السمعاني أورده في هذه المادة: "الخفاف"، وذكر أنه يروي عن ابن راهويه، وعنه أبو حامد بن الشرقي، فظننت أنه هو، وأن "أبا داود" في الأصل وكذا في المخطوطة محرف من "أبا عمر" لكن منعني من الجزم بذلك أنه سيأتي قريبا مكنيا بهذه الكنية ذاتها "أبي داود" ومسمى بـ"سليمان بن داود" ووقع في المخطوطة هنا: "داود الخفاف سليمان بن داود" بإسقاط أداة الكنية، فاستبعدت أن يكون الخفاف هذا هو أحمد بن نصر الحافظ، وفي الوقت نفسه لم يتبين لي من هو؟ فمن كان عنده علم فليتفضل به علينا نكن له من الشاكرين.

237- وقال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول:

حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق، فسئل عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال، نعم، فقال له بعض القواد: كيف ينزل؟ فقال: أثبته حتى أصف لك النزول! فقال الرجل: أثبته فوق، فقال إسحاق: قال الله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} فقال ابن طاهر: هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة. فقال: ومن يجئ يوم القيامة من يمنعه اليوم؟

206- قلت: هذا إسناد صحيح، الرباطي ثقة من شيوخ البخاري مات سنة 246.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015