وهذا كله من شؤم الانحراف عن السنة، والإعراض عن اتباع السلف وأئمة الحديث. حشرنا الله تعالى في زمرتهم تحت لواء مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
84- وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لقوم فقال:
"أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيم عنده".
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} وقال: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"احتج آدم وموسى عند ربهما" وذكر الحديث
73- هذا حديث صحيح، لكن ليس منه الزيادة التي في آخره: "وذكركم الله فيمن عنده" ولا هو في "الصحيحين" أصلا، كما كنت نبهت عليه في كتابي "آداب الزفاف" "ص85-86 طبع المكتب الإسلامي - الثالثة" وتجد تخريجه هناك بما لا تراه في غيره، والحمد لله على توفيقه.
وأزيد هنا فأقول: إن الزيادة المذكورة، قد جاءت في حديث آخر يرويه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بلفظ:
"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدراسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".
أخرجه أحمد ومسلم وغيرهما، وهو مخرج في كتابي "صحيح أبي داود" "1308" فكأن المؤلف دخل عليه حديث في حديث.
74- قلت: وله طرق كثيرة جدا، ساق ابن أبي عاصم في "السنة" طائفة كبيرة منها، وعقد له فيه بابا خاصا، لكن لم يقع في أكثرها موضع الشاهد هنا، وهو قوله: "عند ربهما" انظر الحديث "156" والأحاديث "137-160" من "تخريج السنة" لي.
85- حديث أَبِي مُوسَي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَلَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ" أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ "الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ".