وكإنكارهم كون رقية وأم كلثوم زوجتي عثمان بنتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن خديجة أمهما. (?) مع أنه مخالف لقوله تعالى {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} ولما ذكر في (نهج البلاغة) من معاتبة الأمير لعثمان على تغييره سيرة الشيخين بقوله «قد بلغت من صهره ما لم ينالا» (?) أي الشيخين. وروى أبو جعفر الطوسي في (التهذيب) عن الإمام جعفر الصادق أنه كان يقول في دعائه «اللهم صل على رقية بنت نبيك، اللهم صل على أم كلثوم بنت نبيك». (?) وروى الكليني أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد منها قبل مبعثه - صلى الله عليه وسلم - «القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وبعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة». (?) وأورد في رواية أخرى أنه لم يولد له بعد المبعث إلا فاطمة وأن الطيب والطاهر ولدا قبل المبعث.
وكقولهم إن أبا بكر وعمر وعثمان منافقون، مع أن الأمير اقتدى بهم في الأوقات الخمسة زمن خلافتهم، وقال تعالى {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}.
وكقولهم إن الآيات المشعرة بمدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وأم المؤمنين كلها متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله. (?)
وكقولهم إن أهل السنة شر من اليهود والنصارى، ذكر ذلك ابن المعلم وغيره. (?) {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} فيا ليت شعري أين ذهب إيمان أهل السنة بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، ومحبتهم لأهل البيت الطاهرين والأئمة الزاكين وصلاتهم وزكاتهم حجهم وجهادهم، وكيف يكون من أشرك بالله تعالى وكفر برسوله - صلى الله عليه وسلم - أرجح من هؤلاء؟ وما أشبه قولهم بقول اليهود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الكافرين أهدى من المؤمنين؛ قال تعالى {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}.