ج- في هذه الآية الكريمة يخبر تعالى أنه يسبح له جميع المخلوقات التي في السموات والتي في الأرض. وقيل إنه بلسان المقال وأنه حقيقة وهذا القول أرجح لما في آية سورة الإسراء قوله تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) .
والقول الثاني: أنها تسبحه بلسان حالها أي بما تدل عليه صنعتها من قدرة وحكمة فهي تدل بحدوثها دلالة واضحة على وجوده تعالى ووحدانيته وتفرده بالربوبية. قال الشاعر وأظنه أبا نواس:
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
وقال آخر:
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل
وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وفي هذه الآية إثبات صفة القدرة لله تعالى وهي من الصفات الذاتية