(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) (لقد سمع الله قول الذين قالوا) ومن الثاني قوله (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) ليس المراد سمع مجرد الكلام بل سمع الفهم والعقل ومنه سمعنا وأطعنا ومن الثالث سمع الله لمن حمده وفي الدعاء المأثور اللهم اسمع أي أجب وأعط ما سألتك وفي الرابع قوله سماعون للكذب أي قابلون له ومنقادون غير منكرين له ومنه على أصح القولين وفيكم سماعون لهم أي قابلون ومنقادون وقيل عيون وجواسيس وليس بشيء.
ج- معناه الذي أحاط بصره بجميع المبصرات فهو سبحانه يشاهد ويرى كل شيء وإن خفي ظاهراً وباطناً قريباً أو بعيداً فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار فيرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء في الصخرة الصماء ويرى مناط عروق الذر وأصغر منها ويرى القوت ومجاريه في أعضائها وإن دقت والكريات البيضاء والحمراء والجراثيم كلها مهما خفيت ودقت ويرى ما في أجسامها فهو الذي خلقها وخلق ما فيها جل وعلا.
قال بعضهم:
يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليلِ