العباد غير داخلة في قدرة الله وفيه دليل على أنه سبحانه عالم بعلم هو صفة له قائم بذاته خلافاً للمعتزلة الذين يقولون إنه عليم بلا علم وخلافاً للجهمية المنكرين لعلم الله قال الله تعالى: (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) وقال: (فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) فعلمه سبحانه محيط بكل شيء فهو يعلم ما في الكون الماضي والحالي والمستقبل والواجب والممكن والمستحيل.
ج- في هذه الآية أولاً إثبات صفة الرزق وكثرته وسعته والرزق رزقان الرزق المطلق وهو ما استمر نفعه في الدنيا والآخرة وهو رزق القلوب الذي هو العلم والإيمان والرزق الحلال، والثاني مطلق الرزق وهو الرزق العام لسائر الخلق برهم وفاجرهم والبهائم وغيرها وهو إيصال القوت إلى كل مخلوق وهذا يكون من الحلال والحرام والله رازقه وقوله ذو القوة أي صاحب القوة الكاملة والقدرة التامة فلا يعجزه شيء ولا يخرج عن سلطانه أحد ومن قوته أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم وأنه يبعث الأموات بعدما تمزقوا ومنها إيجاد الأجرام العظيمة العلوية والسفلية ومن أسمائه تعالى المتين والمتانة تدل على القوة فالله تعالى بالغ القوة والقدرة قوي من حيث أنه شديد القوة لا ينسب