ومن الذي ينكرها من طوائف أهل البدع؟
ج- هي لغة الوسيلة والطلب وعرفها بعضهم بأنها سؤال الخير للغير وقال بعضهم هي السؤال في التجاوز عن المعاصي في الآثام، أما الأقسام التي ذكرها الشيخ في الواسطية فثلاثة اثنتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم الأولى العظمى هي شفاعته لأهل الموقف حتى يقضي بينهم بعد أن يتدافع الأنبياء أصحاب الشرائع آدم إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وهي المقام المحمود الثانية شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، أما الشفاعة الثالثة فهذه عامة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم وهي التي تنكرها المعتزلة والخوارج. وهي فيمن استحق النار، أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها، وبعضهم أنهاها إلى ستة أقسام، وبعضهم أنهاها إلى ثمانية.
ج- المثبتة هي التي أثبتها الله في كتابه، وهي لأهل الإخلاص، ولها شرطان: أحدهما: إذن الله للشافع أن يشفع.
والثاني: رضاه عن المشفوع له، ولا يرضى من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، قال تعالى (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) وقال (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له الرحمن ورضي له قولاً) وقال (إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً) وأما المنفية فهي التي من غير الله أو بغير إذنه أو لأهل الشرك به.