فما زالا بأبيه -والد محمد كرد علي- ولم يكن أبوه من أهل العلم، فلم يزالا بأبيه ينصحانه أن يقطعه عن العلم ويعلمه مهنة يتكسب بها، فما في العلم نفع ولا منه فائدة.
ويلحان عليه و ..
حتى ضجر فصرفهما، فكان من ولده هذا الأستاذ كرد علي أبو النهضة الفكرية في الشام وقائده ووزير معارف سورية الأسبق ومفخرتها، والذي من مصنفاته خطط الشام وغرائب الغرب والقديم والحديث والمحاضرات وغائب الأندلس وحاضرها والإدارة الإسلامية والإسلام والحضارة العربية والمقتبس.
ومن مصنفاته المجمع العلمي العربي بدمشق، ومن مصنفاته الشعراء والكتاب من الشباب.
ولعل في الناس كثيرين كانوا لولا الإحتكار والتثبيط كابن عابدين وكردي علي، وهذا هو العلامة الشيخ سليم البخاري رحمه الله تعالى فما له مصنف رسالة فما فوقها، على جلالة قدره وكثرة علمه وقوة قلمه وشدة بيانه.
-لم يترك رسالة واحدة ولا أي مؤلف.
وسبب ذلك أنه صنف لأول عهده بالطلب رسالة صغيرة في المنطق كتبها بلغة سهلة عذبة، تنفي عن هذا العلم تعقيد العبارة وصعوبة الفهم وعرضها على شيخه فسخر منه وأنبه، وقال له: أيها المغرور، أبلغ من قدرك أن تصنف وأنت .. وأنت .. وأنت .. ثم أخذ الرسالة فسجر بها المدفأة.
-حرقها في المدفأة.
فكانت هي أول مصنفات العلامة البخاري وآخرها.
-وقصة الشيخ الألباني معروفة جدا في سبب تأليف كتاب (تحذير الساجد) لما الشيخ احتقره جدا، ولكن الشيخ تفاعل بطريقة إيجابية جدا وتحدى، وظل يضيف إلى الكتاب حتى خرج كتابه الرائع: (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد).