ومن علو الهمة وشرف النفس ما روي عن قطب السخاء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فقد سألته امرأة فأعطاها مالا عظيما، فقيل له: إنها لا تعرفك، وكان يرضيها اليسير، فقال: إن كان يرضيها اليسير، فأنا لا ارضى إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي.

وسأله سائل بينا يهم لركوب ناقته، فنزل له عنها وعما فوقها، وكان عليها أربعة آلاف درهم وسيف من سيوف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وعن سعيد بن عبد العزيز أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، سمع رجلا إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف فبعث بها إليه ..

وعن أبي سعيد عن شيخ له قال: رأيت ابن المبارك يعض يد خادم له.

-الإمام الكبير عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى، يحكي هذا الشيخ أنه رآه يعاقب هذا الخادم ويعض يديه.

فقلت له: تعض يد خادمك؟!

قال: كم آمره ألا يعد الدراهم على السؤَّال؟ أقول له: احث لهم حثوا.

-كثير جدا ما أمرته ألا يعد الدراهم لهم واحد اثنين ثلاثة .. وهكذا ..

ولكن احث لهم حثوا.

بيديه الاثنين يجمع المال ويعطي.

فهو يعاتبه على ذلك، أو يعاقبه على ذلك بالعض يعني.

يقول: رأيت ابن المبارك يعض يد خادم له.

فقلت له: تعض يد خادمك؟!

قال: كم آمره ألا يعد الدراهم على السؤَّال؟ -طالبي الصدقة- أقول له: احث لهم حثوا.

من شرف النفس ومعرفة قدرها قول الأبي وردي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015