فاحتضان الطفل أو تقبيله أو المسح على رأسه أو التربيت على كتفه، كل هذا يمكن أن يستعمل كنوع من المكافأة عقب السلوك الحسن مباشرة.

تبين له أنك فخور به وأنك تحبه لأجل هذا العمل.

وإن كان كما ذكرنا إن الحاجة إلى الحب حاجة أساسية جدا أيضا من احتياجات الطفل، لابد أن يغرس في الطفل أنه محبوب.

لأننا ناقشنا من قبل فكرة إن الطفل هل هو مطلوب ومرغوب أم غير مرغوب؟ لو الطفل غير مرغوب والأهل لم يكونوا راغبين فيه فطبعا يسلكون معه مسالك توجد بعض العاهات النفسية فيه.

لذلك كانت إحدى الجدات وكانت جدة حكيمة، ماذا كانت تفعل؟

مجرد الطفل أن يمر أمامها فتناديه تقول له: تعالى، فيأتي.

فيفاجأ الطفل أنها فقط تحتضنه وتقبله وتمسح رأسه وتربت عليه وحسب، بدون أن تتكلم.

هذه في غاية الفقه في التربية، غاية الفقه.

لأنها نادته لا من أجل شيء وإنما من أجل أن تبلغه رسالة أنها تحبه.

فيكون ماشيا فتوقفه تقول له: تعالى أريدك ..

فهي تريده من أجل ذلك، فهي رسالة في غاية العمق والتأثير في استقراره النفسي وإشباع حاجته إلى أن يحب.

أيضا من المشاعر المهمة جدا كما أشرنا مرارا رحمة الطفل والرأفة به والعطف عليه والتعبير عن ذلك وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا» (?).

ليس منا، ليس من المسلمين ..

طبعا هذه صيغة شديدة جدا في الترهيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015