فموضوع أن نتساهل في تعريض الأطفال لهذه المحن، لن يتفهموها ولا يتحملوها مثل ما يحصل، بالعكس تهدد الشعور بالأمان.
فنفس الشيء ممكن أيضا الأشياء الفظيعة للقتل مثل نارة هذه، شيء غير ممكن، كيف تقدم لأطفال أبرياء، الكل يموت، أبواها ماتوا والأطفال ماتوا والجيران ماتوا، كل حاجة دماء دماء والبنت تبكي، كل الموضوع يدور حول هذا.
فطبعا لابد أن نراعي براءة الطفل وقدرته على الاحتمال والخطر الممكن أن يترتب نتيجة انتزاع الشعور بالإيمان ..
يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله: في القصة سحر يسحر النفوس، أي سحر وكيف يؤثر على النفوس، لا يدري أحد على وجه التحديد.
أهو انبعاث للخيال يتابع مشاهد القصة ويتعقبها من موقف إلى موقف، ومن تصرف إلى شعور؟
أهو المشاركة الوجدانية لأشخاص القصة وما تثيره في النفس من مشاعر تتفجر وتفيض؟ أهو انفعال النفس بالمواقف حينما يتخيل الإنسان نفسه في داخل الحوادث، ومع ذلك فهو ناج منها متفرج من بعيد؟
أيا كان الأمر فسحر القصة قديم قدم البشرية وسيظل معها حياتها كلها على الأرض لا يزول، وأيا كان الأمر فلا شك أن قارئ القصة وسامعها لا يملك أن يقف موقفا سلبيا من شخوصها وحوادثها.
فهو على وعي منه أو غير وعي يدس نفسه على مسرح الحوادث ويتخيل أنه كان في هذا الموقف أو ذاك، ويروح يوازن بين نفسه وبين أبطال القصة فيوافق أو يستنكر أو يملكه الإعجاب.