وليس هناك داع لأن يرجع، ولكن من أجل أن تدربه على تحمل الإحباط، مع أنه من الممكن أن يدخل لا مشكلة، ولكن تتعمد إنك أحيانا تحبطه احباطا خفيفا، لأنه في أول مرة سيصطدم صدمة شديدة: كيف أبي يقول لي: ارجعوا
يعني صدمة وإحباط فقد تعود على أن يلبى طلبه.
لكنها مفيدة له، لأنه في أول مرة سيصدم ويحبط، لكن بعد ذلك مع تكرر الاحباط يتعود عليه، ويكون متوقعا حين يستأذن عليك أو على غيرك: إن من حق من في داخل البيت أن يقول نعم أو لا، ادخل أو ارجع، هذا حقه.
بدون ما تحصل مشكلة فلابد من شيء من الحزم في تربية الأطفال وتربية الكبار لصالحهم هم قبل صالح الآخرين.
فمن ملامح هذا الحزم استخدام الحد أو العقوبة أو التهديد باستخدامها في بعض الأحيان.
فإذًا أسلوب التربية بالترغيب والترهيب هو أسلوب مبني على قوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} (?).
ولذلك بسبب علم الله بطبائع خلقه، سواء خلق الإنسان الرجل أو المرأة، والطفل أو الكبير أو الشيطان، لأنه ممن خلقه الله.
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} فالله يعلم سبحانه وتعالى هذه النفوس وطبائعها، وهو الذي فطرها على هذه الفطرة، ولذلك جاء الأسلوب التربوي الإسلامي موافقا ومبنيا على ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعيم والرفاهية وغريزة حب البقاء، وفي نفس الوقت الرهبة من الألم والشقاء وسوء المصير.