هناك خصائص وفروق بين أسلوبي الترغيب والترهيب، فمثلا يقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} (?) فتلاحظ هنا أن في الآية وعدا يصاحبه تحبيب وترغيب بمصلحة أو متعة آجلة تعود على صاحبها بخيرات مقابل الابتعاد عن لذة ضارة أو عمل سيء ابتغاء مرضاة الله تعالى وإطاعة أوامره واجتناب نواهيه.
أما الترهيب فهو عكس الترغيب –كما ذكرنا- لأنه وعيد وتهديد بعقوبة إزاء ارتكاب المرء معصية منهي عنها.
فدائما يأتي الترهيب تهديدا من الله سبحانه وتعالى مصحوبا بإظهار صفة العزة والجبروت الإلهي ليكون المرء دائما على حذر مما تقترف يداه من ارتكاب الهفوات والمعاصي.
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)} (?)
انظر ختام الآية
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)} ولذلك لما أخطأ أحدهم في قراءتها فقال: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أحد المستمعين العرب، قال: لا، لابد أنك أخطأت في الآية، لأنه لو رحم وغفر لما قطع، فلما قطع فذلك لأنه عز وحكم {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)} المائدة: 38.
فالإسلام يتبع جميع وسائل التربية ولا يترك منفذا في النفس لا يصل إليه.