-الطفل في البداية يكون كما قلنا، ماديا متحجرا، يعني لا يتأثر إلا بالأشياء المحسوسة، تعطيه حلوى، تعطيه مالا، تعطيه كذا ..
فهذه الأشياء المحسوسة أو الثواب المحسوس يدركه أكثر، فإذا نضج أكثر وفهم المعاني المجردة فحينئذ سيدرك أنه ربما يكون المديح والثناء وكلمة الشكر أعظم عنده من الجائزة المادية.
على أي الأحوال الجمع بين الأسلوبين (التشجيع المادي والمعنوي) مفيد ومطلوب.
ومن ثم ينبغي على المربي أو الأب إذا وعد الطفل بجائزة معينة أو بوعد معين فلابد أن يفي بوعده، لأنه إذا أخل بوعده فإن الابن يفقد الثقة في هذا الوالد أو هذا المعلم.
ما دام الطفل أكمل العمل الذي طلبته منه على وجه صحيح، فلابد أن تفي.
إذا لم تف فهذا يشوه الصورة الحسنة التي يرسمها كل طفل عن أبيه.
عن عبد الله بن عامر قال: «دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا فَقَالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ» (?).
هذا فيما يتعلق بأسلوب الترغيب أو أسلوب التشجيع بقسميه.
أما أسلوب الترهيب: فهو وعد يصاحبه تهديد الإنسان بالعقوبة، وتحذيره من الأعمال التي تؤدي إلى الوقوع في المعاصي التي تغضب الله تبارك وتعالى.
فأسلوب الترهيب أيضا أسلوب تربوي جيد لا يمكن الاستغناء عنه خاصة في مجال التربية.
ولأهميته ورد ذكره في كثير من المواضع في القرآن وفي السنة النبوية.
يقول الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ} هذا هو الإنذار، هذا هو الترهيب.