والغريب أن هذا الابن كان يحفظ الكتب الدراسية عن ظهر قلب ولكن ما إن يدخل الامتحان ويمسك بورقة الإجابة حتى ينسى كل شيء تمامًا plain memory يعني ذاكره ممسوحة، لا يوجد شيء مطلقًا، رغم أنه حافظ الكتب لكن أول ما يدخل اللجنة ينسى كل شيء.
وعندما صحبه والده مرة لاستشارة أحد الأخصائيين، سأله ألا تعلم أن الدين الإسلامي يوجب عليك أن تلاعب ابنك سبعًا وتؤدبه سبعًا وتصاحبه سبعًا، وتترك له الحبل على الغارب مع التوجيه من بعد ذلك نحن سنتجاوز عن نسبة هذا للدين الإسلامي لأن هذا ليس فيه حديث، لكن ممكن أجزاء من الكلام هذا تتوافق مع التربية الصحيحية، لكن ليس بهذه الدقة، وتسائل الرجل بدهشة كيف نسي ذلك رغم أنه يحاول أن يطبق كل فروضه الدينية، وحاول رجل أن يصاحب الابن وأن يتخلى عن عادة تحفيظ ابنه للكتب الدراسية، وهنا اجتاز الابن بالنجاح امتحاناته كلها حتى صار مدرسًا.
إن القسوة الزائدة عن الحدود تظهر في أشكال التخلف الدراسي، أو في قسوة الأبناء على زملائهم، وإخوتهم أثناء اللعب لأنه يعمل إزاحة لأنه ليس قادرًا على أن ينتقم من أبيه ليس قادر يعامله بالمثل لأنه أقوى منه يضربه لكن يحاول يعمل إيه بقى ينفس الألم الذي عنده على الأضعف منه أحيانا يبقى على اللعب بيكسر اللعب ويخربها أي سلوك عدواني في البيت العند أو ممكن يستعمل العنف مع زملائه وأقرانه في المدرسة.
هناك نوع آخر من السلوك الأبوي البالغ القسوة وهي أن يحاول الأب أن يترصد ابنه في أمور حياته كلها، ويحاول أن يسيطر على الابن في كل لحظة من لحظات حياته، وهذا معناه أن الأب يرتدي جلد ابنه، وفي هذا تفريض للابن من شخصيته الأمر الذي يجعله إنسانًا غير مميز، فهذا نوع من السيطرة الزائدة عن الحد الأب أو المربي الذي يحصي أنفاس المربى، ويريد أن يسيطر عليه سيطرة كاملة بحيث واقف له بالمرصاد في كل لحظة وفي كل حركة وفي كل سكنة وفي كل كلمة، كأنه يلبس جلد ابنه كأن هو