الحمد الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرف أما بعد،،،
فقد انتهينا في الكلام حول الحاجات النفسية للأطفال إلى الكلام على الحاجة إلى التأديب تناولنا فيما سبق الحاجات النفسية التي يحتاجها الطفل، والتي ينبغي أن ندركها ونتفهمها، كي نشبع هذه الاحتياجات عند الطفل بالشكل السليم يضمن له تنشئة سوية متكاملة، وحينما تكلمنا من قبل حول الحاجة إلى المحبة، فالحاجة إلى المحبة أيضا من الاحتياجات الأساسية لدى الطفل، لكن من الخطأ أن نفهم أن كلامنا عن المحبة أو تربية الطفل عن طريق الحب هو الطريق الأوحد لتنشئة هؤلاء الأبناء، إذا ما أضيفت له باقي الحاجات، لأن المحبة تدور في فلك التعامل الهادئ اللين مع الطفل، وكل التوجيهات التربوية يمكن إجمالها في كلمتين فقط كالطائر الذي يطير بجناحيه.
الحب والحزم الحب من جهة والحزم من جهة أخرى، لا يصلح واحد منهما لا يصلح الحب وحده والعاطفة وحدها والتبديل ولا يصلح أيضا الحزم وحده بل لا بد من التوازن بين الأمرين، ووضع كل منهما في موضع بصورة معتدلة بلا إفراط ولا تفريط، فكما تكلمنا على أنه محتاج إلى المحبة هو محتاج أيضا إلى الحزم أو بصورة أخرى محتاج إلى التأديب، والتأديب حينما يذكر لا ينبغي أيضا أن يقفز إلى أذهاننا أن التأديب هو بالضرب من أكثر الانحرافات الفكرية في مفاهيم بعض الناس شيوعا انه إذا سمع التأديب فليس للتأديب عنده صورة سوى الضرب، بل هناك حقيقة مبدأ أوسع من الضرب، هو مبدأ الثواب والعقاب التربية بالثواب والتربية أيضا بالعقاب، ولكل منهما ضوابط في غاية الدقة سوف إن شاء الله نتناولها فيما بعد بالتفصيل.