وتوارث الإسرائيليون هذه العداوة وتأصلت في نفوسهم، وأثمرت غروراً وعنجهية، فظنوا في أنفسهم أنهم (شعب الله المختار) وأن بقية الخلق هم الأمم الذين لا يرقون إلى مرتبة الإنسانية، فهم عبيد الأرض، وهم الأرقاء هم حثالة الخلق، هذا ظنهم وهذا افتراؤهم، وبئس ما يفترون!
وجاء لبنبي الكريم بالبشرى والرحمة للعالمين. فقال: قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
فأكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعزة والكرامة.
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
أكرم الله المجتمع ببناء سليم:
{إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}
وفي هذا البناء السليم الخير والرفاهية والسلام.
واعلك أيها القارئ استطعت أن تدرك أن الإسلام يبني الإنسان بكرامة، ويبني الإنسانية بعزة بالتعاون الاشتراكي، ويؤلف بين القلوب في خشية الله وإجلاله:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
وهنا نتساءل: ما الذي يختلف عليه أهل الكتاب؟
والرد على هذا يكمن في البحث العلمي الذي قام به العلامة البريطاني البروفسور توينبى: من بحث مستند إلى التاريخ الزمني وتاريخ التوراة والإنجيل معبراً عن رأيه بقوله: "إن النفسية التي تدمغ اليهودي أساسها خطيئتهم القاتلة التي ارتكبوها في حق أنفسهم، إذ كانوا في سالف العصور الشعب الوحيد الذي بلغ مكانة روحانية سامية بفضل اعتناقه وحدانية الله، وبلغوا مكانة روحية سامية دون بقية الشعوب، لكن اليهود بعد أن زودهم الله بهذه الحقيقة المطلقة الخالدة، وأودع فيهم فراسة روحانية لا تبارى، تركوا العنان لأنانيتهم فاستهواهم سراب دنيوي خادع، إذ توهموا أن السمو الروحي الذي