إن كلمات المسيح عيسى ابن مريم بالرغم من أنها موجهة إلى معاصريه إلا أنها تتضمن إشارات اصلاً إلى تحقيق حدوث يوم الدينوية ويم مجيئه الثاني في مستقبل الأيام، اي بمعنى آخر أجل غير مسمى وهذا ما دل عليه بطرس عن مجيئه الثاني حيث قال:

ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد (رسالة بطرس الثانية 3: 8) .

بل هذه حقيقة أقرها القرآن الكريم في أقوال الله سبحانه وتعالى:

1 - {إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47]

2 - {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5]

3 - {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]

إن يسوع المسيح في مقاله: "الحق أقول لكم إن من القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته" (متى 16: 28) إنما يقصد في رؤية مبصرة على امتداد الأيام مستقبلاً إنما يقصد أتباعه الذين سيعاصرون مجيئه الثاني حتى قوله: "أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به" (يو 15: 14) إنما يقصد كل مؤمن يلتزم بوصايا الله ووصاياه.

وقياسا على هذا فإن تعريف المسيح عيسى ابن مريم للرسول النبي الخاتم أن هذا الرسول النبي المنتظر سيكون عزاء ورحمة لأتباعه على مر اليام والأجيال، وخاصة أولئك الذين سيعاصرون ظهوره.

إن ما جاء على حسب رواية يوحنا من وصف لذلك النبي الخاتم إنما هو وصف ناطق وواضح وجلي فجاءت الكلمة (المعزى) وهي الترجمة العربية للكلمة الإنجليزية Comforter وهي ترجمة للكلمة اليونانية (البارقليط) Parakletos كما جاءت في كتاب العهد الجديد الترجمة اليونانية، هذه الكلمة تعني بأكثر دقة (المحامي) صلى الله عليه وسلمdvocate أي الإنسان الذي يدافع عن حقوق الآخرين. بل هو الإنسان الذي يحرص على المؤمنين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015