ونادى بأن الله وحده هو الغفور الرحيم وأن البشر جميعهم سواسية أمامه لا فضل لكاهن على مواطن بالتقوى.
وفي هذا يقول نبي الله داود عليه السلام: "باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته، الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي كل أمراضك"
بل يؤكد أن الغفران لله جل شأنه وحده فيقول: " عند كثرة همومي في داخلي تغرياتك تلذذ نفسي".
وبهذا يخلص إلى الحقيقة التي يؤمن بها المسلم والتي يوضحها قول داود عليه السلام: "كنت تراقب الآثام يارب يا سيد فمن يقف. لأنه عندك المغفرة لكي يخاف منك".
إذن الطريق إلى الله واضح العالم، والوصول إليه رائده المنطق والعقل، والرسالات السماوية جميعها تناشد الإنسانية ما قاله المسيح عليه السلام:
"الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"
وفي هذا المعنى يقول سبحانه وتعالى:
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
والذي حفزني إلى البحث بغية النفع العام هو ما تنبأ به المسيح عليه السلام عن الرسول الكريم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره"
ومن دواعي الاطمئنان واليقين، أن هذا السند يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقوله تعالى:
{الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}
من هنا بدأت في اطمئنان ويقين تام أبحث عن هذا الرسول النبي الأمي الذي تنبأ عنه المسيح عليه السلام وأشار إليه بقوله، "المسيا المنتظر"