ويقول تعالى:
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} .
ومن هذه الآية الكريمة بتبين أن الحياة الإنسانية تقوم على أساس من الغريزة الجنسية، واتصال الذكر بالأنثى، ولكن الإسلام لا يقاوم ذلك وإنما يباركه في ظل النظام والشريعة.
فلا حرج في الزواج بل هو مندوب ومطلوب ليعمر الكون، لكن الحرج كل الحرج في أن يخرج الإنسان لإشباع غريزته عن السدود والقيود فيعتدي على أعراض الناس.
ويغلظ الإسلام في عقوبة الزنى زجرا للناس وحفظا للحقوق والأنساب.
ويروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه وصل إلى علمه أن نفرا من الصحابة نحوا نحو الرهبانية المسيحية، فآلى بعضهم على نفسه أن يظل طول الدهر صائما، وأقسم البعض الآخر ان يبيت الليل قائما، بينما نذر البعض الثالث ألا يتزوج النساء. فاشتد غضب الرسول على هذا النفر، واستنكر ما هموا بفعله، وقال قولته الخالدة التي قضت على الرهبانية في الإسلام.
"أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم لله، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" وقال قوم لرسول الله: إن فلاناً يصوم النهار ويقوم الليل، ويكثر الذكر، فقال: "أيكم يكفيه طعامه وشرابه؟ فقالوا: كلنا، قال: كلكم خير منه".
وهكذا حيث تجعل البوذية والمسيحية الرهبانية هن أعلى صور الكمال الإنساني، فإن الإسلام يحث أتباعه على العمل، والإنتاج والتعامل مع الحياة، والاستمتاع بطيباتها، ولكن في اتزان واعتدال، باتباع الطريق الوسط، الذي ترسمه وتحدده عشرات ومئات من الآيات القرآنية، التي تحض على الفضائل ومكارم الأخلاق والأدب العالي، مما لخصته أكمل تلخيصـ وأوجزته إيجازاً معجزاً هذه الآية الكريمة:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} .