ومع مخالفة تعاليم بولس للحق انتشرت وتأصلت في الإمبراطورية الرومانية إذ صادفت هوى في نفوسهم وعبادتهم الوثنية التي كانوا يعتنقونها من قبل.
ولعل في سيطرة تعاليم بولس في الكنائس وسيطرة شخصيته على التلاميذ ما دفع بعض علماء الغرب إلى القول بأن إنجيل يوحنا وإنجيل مرقس من تأليف بولس كما تحققه دائرة المعارف الفرنسية، وكما يحققه قاموس الكتاب المقدس.
ولهذه الاعتبارات أثرها في جعل الكنيسة تستبعد إنجيل برنابا بمقتضى أمر بابوي أصدره. البابا جلاسيوس في أواخر القرن الخامس للميلاد، أي قبل بعثة الرسول سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
تاريخ كتابة إنجيل برنابا:
يرجع تاريخ كتابة إنجيل برنابا باللغة الإيطالية إلى ما بين منتصف القرن الخامس عشر والسادس عشر، ومن المرجح أن النسخة الإيطالية هي عينها التي اختلسها الراهب فرامرينوا من مكتبة البابا سكتس الخامس الذي عاش في أواخر القرن السادس عشر، ولا سيما أن نوع الورق الذي سطرت عليه النسخة الإيطالية إنما هو من الورق الإيطالي المعروف بالآثار المائية التي فيه والتي يمكن اتخاذها دليلاً صادقاً على تاريخ النسخة الإيطالية.
وإلى جانب النسخة الإيطالية ظهرت نسخة إسبانية في أوائل القرن الثامن عشر تقع في مائتين واثنين وعشرين فصلا، وفي أربعمائة وعشرين صفحة، وقد نقلها إلى اللغة الإنكليزية الدكتور منكهوس أحد أعضاء كلية الملكة في أكسفورد، ودفع الترجمة مع الأصل في سنة 1784 م إلى الدكتور هوايت أحد مشاهير الأساتذة.
إن الأمر البابوي - الذي أصدره البابا جلاسيوس الذي جلس على الأريكة البابوية سنة 492 م - يبين أسماء الكتب المنهي عن مطالعتها، وفي عدادها كتاب يسمى إنجيل برنابا، وفي هذا دليل قاطع على أن هذا الإنجيل كان موجوداً قبل ظهور الإسلام، ومشهوراً بين خاصة العلماء.