...
الباب الثالث والعشرون: في ذكر إقدامه على أشياء من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخذ بذلك لصحة مقصده
في الصحيح عن سلمة1 قال: "خفّت أزواد الناس وأملقوا2، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: "ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ "، فدخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله بما بقاؤهم بعد إبلهم؟ "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم"، فدعا وبرّك عليه ثم دعاهم وبأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله" 3.
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: "وجد عمر حُلة إستبرق4 تباع في السوق، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله ابتع هذه الحلة تجمل بها للعيد وللوفود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هذه لباس من لا خلاق له، أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له"، فلبث ما شاء الله. ثم أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بجبّة ديباج، فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، قلت: "إنما هذه لباس من لا خلاق له، أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له، ثم أرسلت إليّ بهذه؟ "، فقال: "تبيعها، أو تصيب بها بعض حاجتك"5.