من البليدة رأس شخص قال عنه إنه المسئول عن مقتل المدفعيين الفرنسيين الخمسين. (?). وبعد تفحص الرأس تبين أنه لشخص آخر كان صديقا، وليس عدوا للفرنسيين (?).

وإزاء ذلك عزله كلوزيل في 7 جانفي (يناير) 1831 من منصبه، وألغى منصب الآغا مدة قبل أن يعين له شخص آخر. وقد أرغمه كلوزيل أيضا على الذهاب إلى فرنسا خوفا من أن يشترك في مؤامرة ضد السلطات الفرنسية مع القبائل التي كان آغا عليها أو مع زملائه الحضريين. ويقال إن ابن أمين السكة كان شابا طموحا يخشى منه. وهكذا نفي إلى باريس حيث تزوج وظل هناك عدة سنوات بعيدا عن مسرح الأحداث، ثم عاد إلى الجزائر، ولكن دي روفيغو، قائد الجيش الفرنسي، نفاه من جديد أثناء حملته التي قام بها لتصفية العناصر الحضرية الهامة من مدينة الجزائر (?).

ويذكر حمدان خوجة أن ابن أمين السكة كان في باريس أثناء تأليف كتابه (المرآة) (1833) (?). وقد انتصر خوجة لزميله في المهنة وفي الغربة واتخذه حجة على تعسف السياسة الفرنسية في الجزائر عندئذ. فالفرنسيون قد عينوه آغا ثم اتهموه بالتهاون، ومع ذلك أعطاه كلوزيل، كما يقول خوجة، شهادة الإخلاص عند سفره إلى باريس، فاذا كان الأمر كذلك، فلماذا، بناء على خوجة، يعزلونه من منصبه وينفونه من وطنه (?). ولعل مما يؤكدكلام خوجة أن الفرنسيين قد منحوا الأغا (ابن أمين السكة) وسام لشرف أثناء إقامته في باريس، ويذكر بعضهم أن السياسيين والصحفيين الفرنسيين كانوا يدعون حمدان بن أمين السكة، الذي عزلوه في الجزائر، باسم السيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015