قال عنترة:
زيد يداه بالقدح إذا شنا ... هتّاك غايات النجوم ملوم «1»
وقال آخر:
هينون لينون أيسار ذوو يسر ... سواس مكرمة أبناء أنباء «2»
وقال متمم بن نويرة في مرثية أخيه:
ولا بر ما تهدى النساء لعرسه ... إذا القشع من حسن النساء تقعقا «3»
يقال: فلان برم قرون، إذا لم يدخل في الميسر، ثم يأكل تمرتين تمرتين. قال المرقش:
إذا أيسروا لم يورث اليسر بينهم ... فواحش يبقى ذكرها بالمصائف
قال الله تعالى: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ
«4» الآية وقال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ
«5» . وقد أبيح القرعة وهي من جنس ذلك، قال تعالى: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ.
وكذلك يونس عليه السلام حين جنحت بهم السفينة وبمن معهم ساهم القوم أيهم يلقى في البحر، فكان من المدحضين أي من المقمورين.
قيل: وضعها فيلسوف لملك رام أن يرى الحرب وتدبيرها في خفض ودعة، فلما وضعه له أعجب الملك به، فقال له: إقترح ما شئت وسل كلما تمنيت، فقال: أولني لأوّل بيت من بيوته درهما، ثم أضعف في الثاني فالثالث إلى أن تنتهي إلى آخر البيوت، فاستقل الملك ذلك، وقال: رأيتك حكيما في وضعك ذلك واستحقرتك في مقترحك، فقال: إني يقنعني ما سألت إن وفيت لي، فقام رأس وزرائه وقال: أيها الملك إنه لا يفي ملكك ولا ملك بما سأل، فقال: كيف؟ فعلموا به حسبانا، فإذا هو عشرة آلاف ألف ألف ألف ألف ألف ألف وأربعمائة ألف وستة وأربعون ألف ألف ألف ألف ألف وسبعمائة ألف ألف ألف وستة آلاف ألف وخمسمائة ألف وخمسون ألفا وستمائة وستة عشر ألفا، فقال الملك: لا أدري أيهما أعجب الشطرنج أم الأمنية.