مزح يكف على الأكفّ ولفظه ... يعلو بتأليف الثقيل الأول
فكأنّما شخص القريض ممثّل ... في العود أو سكنته روح الموصلّي
رأى أعرابي عودا، فلما عاد إلى البادية نعته لأصحابه، فقال: رأيت شيئا محدودب الظهر أرسخ البطن أكلف الجلد أجوف أسقف أحنف، جبينه في إسته وعيناه في صدره وإمعاؤه من خارج بطنه، بها يتكلم ومنها يترجم، معروك الآذان ممشوق المعلق.
كان أبو محصن الأعرابي عند أبي إسحاق وعنده من يضرب بالعود والطنبور، فقال:
أيهما أحب إليك؟ قال: أبعدهما صوتا وأكثرهما جلبة وأحسنهما حلية، وأشار إلى الطنبور بأن صوته كطنين ذباب بروضة.
قال إسحاق: الزمر رفو الغناء. وقيل: الزمر يستر من حسن الغناء، كما يستر من قبحه. قال المتوكل لزنام الزامر: تأهب للخروج معي، فقال: الناي في كمّي والريح في فمي فأعزم إذا شئت. قال ابن المعتز يصف زامرة:
كأنما تلثم طفلا لها ... أتت به من ولد الزنج
وقال الناجم يذم زامرة:
ناي قتول قاتل ... بالنتن منه الرهج
يشبه عندي مخرجا ... مركبا في المخرج
وقال الصنوبريّ:
وكأنّما المزمار في أشداقها ... غرمول عير في حياء أتان «1»
وترى أناملها على مزمارها ... كخنافس دبّت على ثعبان
تخاصم رجلان عند ابن المدبر، وحلف أحدهما بالطلاق أن صاحبه أحمق ولا يبرح حتى يشهد القاضي بذلك، فذكر أن عنده زامرتين بلا مغنية، فقال القاضي: أشهد أنه أحمق.
قال المصعب الهندي:
عجبت من رجلين يتبعانه ... يعلوهما طورا وتعلوانه
كأن أفعيين يلسعانه
وقيل لجارية رقاصة: أفي يدك عمل؟ قالت: لا، إنما هو في رجلي.