وقال المصيصي:
يضع الطعام وليس إلا شمّه ... علقت روائحه بأنف الزائر
فعلى جليسك غسل عينيه إذا ... رفع الخوان مع الهجاء السائر
وقال جحظة:
طوبى لمن يشبع من خبزكم ... فهو على مهجته آمن
قال فضالة:
وحسب الفتى لؤما إذا بات طاعما ... بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم
وقال آخر:
وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه
قال الأعشى في علقمة:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا «1»
فقال علقمة: فضحني والله، اللهم أخزه إن لم يكن صادقا.
قال بعضهم:
إن يوقدوا يوسعونا من دخانهم ... وليس يدركنا ما تنضج النّار
وقال آخر:
لا يرتجي الجار خيرا في بيوتهم ... ولا محالة من شتم وإلغاب «2»
قال بعضهم:
يروغ ويأكل في جفنة ... وأكباد ضيفانه جائعه «3»
وقيل للجماز: من يحضر مائدة الهبيرا، فقال: أكرم خلق الله الكرام الكاتبون.
واصطحب رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى نأكل معا، وقال: معي خبز ومعك خبز، فلولا أنك تريد الشر لأكلت وحدك. وقيل لآخر: ألا تأكل معنا؟ فقال: الجماعة مجاعة. قال الشاعر:
الآكلون خبيث الزّاد وحدهم ... والسائلون بظهر الغيب ما الخبر «4»