وذكر أن خال مسحل هميم شيطان الفرزدق قال أبو النجم:
إنّي وكلّ شاعر من البشر ... شيطانه أنثى وشيطاني ذكر
وقال آخر:
إنّي وإن كنت صغيرا سنّي ... فإنّ شيطاني كبير الجنّ
روي أن ابن علاثة قضى بين الجنّ في دم. وقال ابن الأعرابي: نزلت بأعرابي فاستطبت ماءه فسألت عن مكانهم. فقال: هو كثير الجان. فقلت: أو ترونهم؟ قال: نعم مكانهم في ذلك الجبل وأومأ بيده إلى جبل يقال له سواج.
وقد ادعى عدّة من العرب أنهم رأوا خياما وناسا ثم فقدوهم من ساعتهم قال ذو الرمّة:
للجنّ باللّيل في غيطانها زجل ... كما تناوح يوم الريح عيشوم «1»
وقال:
ورمل عزيف الجنّ في عقداته ... هزيز كتضراب المغنّين بالطبل «2»
ولا تتحاشى العرب من سماع الهاتف وذلك كثير. وقالوا: دويّ الفيافي عزيف الجن. وأصل ذلك أن من سكن الفيافي وتوحش وقلّت أشغاله ربما يتوسوس، فيتصور الصغير كبيرا ويتفرق ذهنه ثم يجعل ما يتصوره أحاديث فيحكيها. قال عبيد بن أيوب:
أخو فقرات حالف الجن واتقى ... من الأنس حتّى قد نقضت وسائله
يقال: فلان مخدوم إذا كان إذا عزم «3» على الجنّ أجابوه. فمنهم عبد الله بن هلال الحميري صديق إبليس، وكرباس الهندي وصالح الدبيري.
وقالوا: من أراد أن يحبه الجن فليتبخر باللّبان ويراعي سير المشتري «4» ويغتسل بالماء القراح، ويكثر من دخول الخرابات.
وقالوا إذا آخى الجنيّ أنسيا أخبره ووجد حسه ورأى خياله.
ومنهم الكهان نحو جارية جهينة وكاهنة باهلة وشق وسطيح. والعرّاف دون الكاهن.
قالت العرب: استهوت الجنّ سنان بن أبي حارثة يستفحلونه فمات فيهم. واستهووا طالب بن أبي طالب فلم يوجد له أثر قط. وعمرو بن عدي اللخميّ ثم ردّوه إلى جذيمة