قالوا: خرج علقمة بن صوفان في الجاهلية يريد مالا على حمار ومعه سوط في ليلة، فإذا بشيء يدور ومعه سيف وهو يقول:
علقم إنك مقتول ... وإن لحمك مأكول
فقال علقمة: شق مالي ولك تقتل من لا يقتلك أغمد عنّي منصلك. فواثبه وضرب كل واحد صاحبه فخرّا ميتين. وقالوا: إن الجن قتلت حرب بن أمية، وفيه قالت الجنّ:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
وقتلت سعد بن عبادة وقالت:
قد قتلنا سيّد الخز ... رج سعد بن عباده «1»
ورميناه بسهمي ... ن فلم نخط فؤاده
من ذلك ما روي أن تأبّط شرا قتل غولا، وعاد إلى قومه وقد تأبّط رأسه، فقيل:
تأبّط شرّا. وروي أن عمر رضي الله عنه صرع جنيّا.
قالوا: الطاعون من الجنّ وسمّي رماح الجن، قال:
ولكنّي خشيت على أبي ... رماح الجنّ أو إياك جاري
كانت العرب إذا صار أحدهم في تيه من الأرض وخاف الجنّ يقول: رافعا صوته، أنا مستجير بسيّد هذا الوادي ويصير له بذلك خفارة. ولذلك قال الله تعالى: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ
«2» الآية.
ادّعى كثير من فحول الشعراء أنّ له رئيا يقول الشعر بفيه، وله إسم معروف من ذلك مسحل شيطان الأعشى وفيه يقول:
دعوت خليلي مسحلا ودعوا له ... جهنام جدعا للهجين المذمّم