يسمّى الدهر أبا العجب والدنيا أم دفر وأم شميل. قال شاعر:
ما الدّهر في فعله إلا أبو العجب
وقيل: الدهر اسم لزمان متصل، والزمان اسم لدهر منفصل، وقال بندار الصوفي:
الدنيا ما دنا من القلب وشغل عن الحق.
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: فيم أنا من الدنيا ومالي ولها وإنما مثلي ومثلها كراكب سار في يوم صائف، فرفعت له شجرة فقال تحتها ساعة من نهار ثم راح وتركها.
قال الموسوي:
وكأنّ طول العمر دوحة راكب ... قضى اللّغوب وجدّ في الإسراء «1»
وقال المسيح: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمّروها. وقال أمير المؤمنين: الدنيا دار ممر لا دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه فأوبقها ورجل ابتاع نفسه فأعتقها.
وقال أبو يعقوب:
لعمرك ما الدّنيا بدار إقامة ... ولكنّها دار انتقال لمن عقل
وقيل لنوح عليه السلام: كيف وجدت الدنيا؟ قال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.
وكتب أبو زيد الطائي إلى صديق له: اجعل الدنيا كيوم صمته عن شهوتك، واجعل فطرك الموت.