ولما تزوج عثمان رضي الله عنه بنت الفرافصة قال: لا تكرهين ما ترين من الشيب فإن وراءه ما تحبّين. فقالت: إني من نسوة خير أزواجهن الكهول. فقال: إني قد جاوزت حد الكهول إلى الشيخوخة فقالت: أفنيت عمرك في خير ما يفني فيه العمر. وقيل لامرأة:
أما تكرهين شيب زوجك؟ فقالت إنّه نشأ فينا وإنما تكره المرأة الرجل الشائب إذا كان غريبا ورأته بديهة.
قالت جارية لأخرى: التحفت على غلام معفوج «1» . فقالت: بذلك العفج كبر أيره وكثر خيره. ولكن من شؤمك أنك عشقت من يغطيك بلحيته ويغرزك بشعرته.
قال أبو تمّام:
أحلى الرجال من النّساء مواقعا ... من كان أشبههم بهنّ خدودا
وقال الأعشى:
وأرى الغواني لا يواصلن امرأ ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
وقال أعرابي:
يروق الغواني مجدب الخدّ خالع
قال امرؤ القيس:
أراهن لا يجبن من قلّ ماله
قيل لابن سيابة: قد كرهت امرأتك شيبك فمالت عنك فقال: إنما مالت إلى الأنذال لقلة المال، والله لو كنت في سن نوح وشيبة إبليس وخلقة منكر ونكير ومعي مال لكنت أحب إليها من مقتّر في جمال يوسف وخلق داود وسن عيسى وجود حاتم وحلم أحنف بن قيس.
قال صلّى الله عليه وسلّم: من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها. وقال الحسن لرجل استشاره في تزويج بنته: زوّجها من تقيّ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها. وقيل لعبد الله بن جعفر: أتنكح ابنتك الحجّاج؟ فقال: أنكحتموه دينكم والدين أجلّ من بضع المرأة.
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء. وقال عمر رضي الله عنه: لأمنعنّ