الْخَيرُ خَيرٌ كَأسْمِهِ ... وَالشَّرُّ شَرٌّ كَأسْمِهِ
سُبْحانَ مَنْ وَسِعَ الْعِبا ... دَ بِعَدْلِهِ في حُكْمِهِ
وَبِعَفْوِهِ وَبِعَطْفِهِ ... وبِلُطْفِهِ وبِحِلْمِهِ
وجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ ... يَجْري بِسابِقِ عِلْمِهِ
قَدْ أسْعَدَ اللهُ أمْرَءًا ... أرْضاهُ مِنْهُ بِقِسْمِهِ
وقال أيضًا:
الْجودُ لا يَنْفَكُّ حامِدُهُ ... وَالْبُخْلُ لا يَنْفَكُّ لائِمُهُ
وَالْعِلْمُ حَيثُ يَصِحُّ عالِمُهُ ... وَالْحِلْمُ حَيثُ يَعِفُّ حالِمُهُ
وإذا امْرُؤٌ كَمَلَتْ لَهُ شُعَبُ التَّـ ... ـقْوى فَقَدْ كَمَلتْ مَكارِمُهُ
وَالصِّدْقُ حِصْنٌ دونَ صاحِبِهِ ... بُنِيَتْ عَلى رُشْدٍ دَعائِمُهُ
وَالْمَرْءُ لا يَصْفُو هَواهُ ولا ... يَقْوى عَلى خُلُقٍ يُداوِمُهُ ...
وَالنَّفْسُ ذاتُ تَخَلُّقٍ وَبِها ... عَنْ نُصْحِها داءٌ تُكاتِمُهُ
وَالدَّهْرُ يُسْلِمُ مَنْ يكونُ لَهُ ... سَلِْمًا ويُرْغِمُ مَنْ يُراغِمُهُ
وَلَقَدْ بَلِيتُ وَكُنْتُ مُطَّرِفًا ... وَالشَّيءُ يُخْلِقُهُ تَقادُمُهُ
وَكَأنَّ طَعْمَ الْعَيشِ حينَ مَضى ... حُلُمٌ يُحَدِّثُ عَنْهُ حالِمُهُ
يا رُبّ جِيلٍ قَدْ سَمِعْتُ بهِ ... وَرَأيتُ قَدْ هَمَدَتْ خَضارِمُهُ
وجَميعُ ما نَلْهو بِهِ مَرَحًا ... مِنْ لَذَّةٍ فَالْمَوتُ هادِمُهُ
وَالنَّاسُ في رَتْغِ الْغُرورِ كَما ... رَتَعَتْ حِمى الْمَرْعى بِهائِمُهُ
كُلٌّ لَهُ أَجَلٌ يُراوِغُهُ ... ويَحِيدُ عَنْهُ وهْوَ لازِمُهُ
يا ذَا النَّدامَةِ عِنْدَ مِيتَتِهِ ... والْمَوتُ لَيسَ يُقالُ نادِمُهُ
أما الْمُقِلُّ فَأَنْتَ تَحْقِرُهُ ... فَإذا اسْتَراشَ فأنْتَ خادِمُهُ