ومَا أَخْطَأَتْ خَيرَ الثلاثَةِ عِنْدَهَا ... ولا قَصَّرَتْ عن غيرهِمْ عِنْدَنا بَعْدُ
وشَبَّ عَنِ الطَّوقِ المُعَارِ فَرَدَّهُ ... ومَا اعْتَاضَ مِنْهُ مِن شَبِيبَتِه رِدُّ
ومِن قَبْلُ مَا أَرْدَتْ أَباهُ حَيَاتهُ ... وَطوَّقَهُ مِن قَبْلِ تَطْوِيقِهِ اللَّحْدُ
وأمْثلُ مَا قَالُوهُ فَرَّ لِوَجْهِهِ ... وأجَفْلَ مَذْعُورًا كَمَا يَجْفُلُ الرُبْدُ
وعَزَّزَ منه القَابِضَانِ بِثَالِثٍ ... فَأصْبَحَ رَهْنًا لا يَرُوحُ ولا يغْدُ
وعَمْرُو بْنُ هِنْدٍ غَالَهُ نَفْثُ أرْقَمٍ ... بِكَفِّ ابن لَيلَى وَعُدُهُ بالرَّدىَ نَقْدُ
وكَرَّتْ عَلَى الزَّبَاءِ إثْرَ جَذِيمَةٍ ... وحُمَّ لَها مِن مِثْلِ مَا جَرَّعَتْ وِرْدُ
ولَو مَلَكتهُ رَايَهُ يَومَ بَقَّةٍ ... لَمَا فاتَهُ مِن يوم مَكْروهِهَا وعْدُ
ومَا بَلَغَ الثَّارُ الْمُنْيِمُ قَتْيَلَهَا ... وهَلْ تَبْلُغُ الأَنَبَاءُ مَن دُونَهُ اللَّحْدُ
ولَمْ تُحْصِنِ الزِّياءَ قُنَّةُ شاهِقٍ ... تُسَامِيهِ أوهَامُ الخُطُوبِ فَيَرْتَّدُ
ولا نَفَقٌ يَسْتَبْطِنُ الأرْضَ غَامِضٌ ... طَوَتْهُ كَمَا يُطْوَى الضَّمِيرُ فَمَا يَبْدُو
وجَرَّتْ عَلَى مَغْنَى قَصِيرٍ ذُيُولَهَا ... ولَمْ تُنْجِهِ مِنْهَا العَصَا وَهي تَشْتَدُ
وإنْ خَالَهُ مِن شِدَّةِ الرَّكْضِ ناجِيًا ... فَمَا كَانَ إلاَّ بَينَ أنْيَابِهَا يَعْدُ
ووأينَ مِن الجَعْدِيِّ آلُ مُحَرِّقٍ ... تَوَالَو فلا سِبْطٌ يُعَدُّ ولا جَعْدُ
تَذَكَرَهُمْ والأرْضَ مِنْهُم بَلاقِعٌ ... فلَم يَتَمَالك دَمْعُهُ وهُوَ الجَلْدُ
وكَمْ بَينَ أطْبَاقِ الثَّرى من مُوَسَدٍ ... لَهُ المُقْرِبانِ المَهْرُ والسابِحُ النَّهْدُ
آخر:
نُحْ وابْكِ فالمعروف أقْفَرَ رَسْمُهُ ... وَالمنكرُ اسْتَعْلَى وَأَثَّرَ وَسْمُهُ
لَمْ يَبْقَ إِلا بِدعةٌ فَتَّانَةٌ ... بهوى مُضِل مُسْتَطِير سُمُّهُ
وطَعَامُ سُوءٍ من مَكَاسِبَ مُرَّةٍ ... يُعْمِي الفؤادَ بِدَائِهِ ويُصِمُّهُ
فَفَشَا الرَّيَاءُ وغِيبَةُ ونَمِيمَةٌ ... وقَسَاوةَ مِنْهُ وأثْمَر إِثْمُهُ
لَمْ يَبْقَ زَرْعٌ أَو مَبِيعٌ أَو شِرَى ... إِلاَّ أُزِيلَ عَن الشَّرِيعَةِ حُكْمُهُ