إِنَّ الْقُبُورَ سُجونٌ ... ما مِثْلُهُنَّ سُجونُ
كَمْ في الْقُبورِ قُرونٌ ... مِمَّنْ مَضى وقُرونُ
ما في الْمَقَابِرِ وَجْهٌ ... عَنِ التُّرابِ مَصونُ
لَتُفْنِيَنَّا جَميعًا ... وإِنْ كَرِهْنا الْمَنونُ
أَمَّا النُّفوسُ عَلَيها ... فَلِلْمَنايا دُيونُ
لا تَدْفَعُ الْمَوتَ عَمَّنْ ... حَلَّ الْحُصونَ الْحُصونُ
ما لِلْمَنايا سُكونٌ ... عَنَّا ونَحْنُ سُكونُ
وقال رحمه الله:
لِمَنْ طَلَلٌ أُسائِلُهُ ... مُعْطَّلَةٌ مَنازِلُهُ
غَداةَ رَأيتُهُ تَنْعى ... أعالِيَهُ أسافِلُهُ
وَكُنْتُ أَراهُ مَأْهولاً ... وَلكِنْ بادَ آهِلُهُ
وما مِنْ مَسْلَكٍ إلاَّ ... وَرَيبُ الدَّهْرِ شامِلُهُ
فَيَصْرَعُ مَنْ يُصارِعُهُ ... وَيَنْضُلُ مَنْ يُناضِلُهُ
يُنازِلُ مَنْ يَهُمُّ بِهِ ... وَأَحْيانًا يُخاتِلُهُ
وَأحْيانًا يُؤَخِّرُهُ ... وَتاراتٍ يُعاجِلُهُ
كَفاكَ بِهِ إِذا نَزَلَتْ ... عَلى قَومٍ كَلاكِلُهُ
وَكمْ قَدْ عَزَّ مِنْ مَلِكٍ ... يَحُفُّ بِهِ قَنابِلُهُ
يَخافُ النَّاسُ صَولَتَهُ ... ويُرْجَى مِنْهُ نائِلُهُ
وَيَثْني عِطْفَهُ مَرَحًا ... وَتُعْجِبُهُ شَمَائِلهُ
فَلَمَّأ أنْ أتاهُ الْـ ... ـحَقُّ وَلَّى عَنْهُ باطِلُهُ