وسَيَشْتَهي الْمُتَقَرِّبو ... نَ إليْكَ بَعْدَ الْمَوْتِ بُعْدَكْ
للهِ دَرُّكَ ما أجَدَّ ... كَ في الْمَلاعِبِ ما أَجَدَّكْ
الْمَوْتُ ما لا بُدَّ مِنْهُ ... عَلى احتِرازِكَ مِنْهُ جَهْدْكْ
فَلَيُسْرِعَنَّ بِكَ الْبِلَى ... ولَيَقْصِدَنَّ الْحَيْنُ قَصْدَكْ
ولَيُفْنِيَنَّكَ بالّذي ... أفْنى أباكَ بِهِ وَجدَّكْ
لَوْ قَدْ ظَعَنْتَ عَنِ الْبُيو ... تِ ورَوْحِها وسَكَنْتَ لَحْدَكْ
لَمْ تَنْتَفعْ إِلا بِفِعْلٍ ... صالِحٍ إِنْ كانَ عِنْدَكْ
وإذا الأَكُفُّ مِنَ التُّرا ... بِ نُفِضْنَ عَنْكَ تُرِكْتَ وحْدَكْ
وكأنَّ جَمْعَكَ قَدْ غَدا ... ما بَيْنَهُمْ حِصَصًا وكَدَّكْ
يَتَلَذَّذونَ بما جَمَعْـ ... ـتَ لهُمْ ولا يَجدونَ فَقْدَكْ
آخر:
إنَّ السَّلاطِيْنَ الذين اعْتَلَوْا ... في حُفَرِ هَاوِيَةٍ قَدْ هَوَوْا
ناداهم ما لهم بَعْدَمَا ... قَدْ طبقوا الأرضَ مَضَوْا وانزوَوْا
مَا بَالُ أغْصَانِهم ذُبَّلٌ ... وما لهُم تَحتَ الثَّرى قَدْ ثَوَوْا
أُنْظُرْ إلىَ دَارِهَمْ بَعْدهمِ ... خَاليَةً خَاويَةً إذْ خَوَوْا
وَادْخُلْ بلا إذْنٍ ولاَ رِقْبَةٍ ... واعْلُوْا ذُرَى كُلِ مَنِيْعٍ أوَوْا
إنْ لَم تُفِدْ مِن حَالِهِم عِبْرَةً ... فاهْوَ هَوَاهُمْ واجْتَوِ ما اجْتَوَوْا ...
وقال رحمه الله:
أَشَدُّ الْجِهادِ جِهادُ الْهَوى ... وَما كَرّمَ المَرْءَ إلاّ التُّقى
وأخْلاقُ ذِي الْفَضْلِ مَعْروفَةٌ ... بِبَذْلِ الْجميلِ وَكَفِّ الأَذى
وَكُلُّ الْفُكاهاتِ مَمْلولَةٌ ... وَطولُ التَّعاشُرِ فيهِ الْقِلى
وَكلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ ... وَكُلُّ تَلِيدٍ سَريعُ الْبِلى