ما للمقابر لا تجيب

ِ

وقال أيضًا:

يا نفس أين أبي وأين أبو أبي

يا نَفْسُ أَيْنَ أَبَي وَأَيْنَ أَبُو أَبِي ... وَأَبُوهُ، عُدِّيْ لاَ أَبَا لَكِ وَاحْسُبِي

عُدّي فَإنِّي قَدْ نَظَرْتُ فَلَمْ أجِدْ ... بَيْني وَبَيْنَ أَبِيِّكِ حَيًّا مِنْ أبِ

أفَأَنْتِ تَرْجِيْنَ السَّلامَةَ بَعْدَهُمْ ... مَهْلاً! هُدِيْتِ لِسَمْتِ وَجْهِ الْمَطْلَبِ

قَدْ ماتَ مَا بَيْنَ الْجَنِيْنِ إلى الرَّضيـ ... ـعِ إِلى الْفَطِيمِ إِلى الْكَبِيرِ الأَشْيَبِ ...

فَإِلى مَتى هذا أَرَانَي لاعِبًا ... وَأرَى الْمَنونَ إِذَا أتَتْ لَمْ تَلْعَبِ

وقال أيضًا:

بكيت على الشباب بدمع عيني

بَكَيْتُ عَلى الشَّبابِ بِدَمْعِ عَيْني ... فَلَمْ يُغْنِ الْبُكاءُ وَلا النَّحيبُ

فَيا أسَفا أسِفْتُ عَلى شَبابٍ ... نَعاهُ الشَّيْبُ وَالرَّأسُ الْخَصيبُ

عَريتُ مِنَ الشَّبابِ وَكانَ غَضًّا ... كَما يَعْرى مِنَ الوَرَقِ الْقَضيبُ

فَيا لَيْتَ الشَّبابَ يَعودُ يَوْمًا ... فَأُخْبِرَهُ بِما صَنَعَ الْمَشيبُ

وقال أيضًا:

مَا لِلْمَقابِرِ لا تُجِيْـ ... ـبُ إِذا دَعاهُنَّ الْكِئَيْبُ

حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَيْـ ... ـهِنَّ الْجَنادِلُ وَالْكَثِيْبُ

فيهِنَّ ولْدانٌ وَأَطْـ ... ـفَالٌ وَشُبانٌ وَشِيْبُ

كَمْ مِنْ حَبِيْبٍ لَمْ تَكُنْ ... نَفْسِي بِفُرْقَتِهِ تَطِيْبُ

غادَرْتُهُ في بَعْضِهِنَّ ... مُجَدَّلاً وَهُوَ الْحَبيبُ

وَسَلَوْتُ عَنْهُ وَإِنَّما ... عَهْدِي بِرْؤْيَتِهِ قَرْيبُ

وقال أيضًا:

طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب

طَلَبْتُكِ يا دُنْيا فَأَعْذَرْتُ في الطَّلَبْ ... فَما نِلْتُ إِلا الْهَمَّ وَالْغَمَّ والنَّصَبْ

فَلَمَّا بَدَا لِي أنَّني لَسْتُ واصِلاً ... إلى لَذَّةٍ إلا بِأَضْعَافِها تَعَبْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015