ما خَيْرُ مَنْ يُدْعَى لِيُحْرِزَ حَظَّهُ ... مِنْ دِينِهِ فَيكونُ غَيْرَ مُطاوعِ
ما لاِمْرِئٍ عَيْشٌ بِغَيْرِ بَقائِهِ ... ماذا تُحِسُّ يَدٌ بَغَيْرِ أصابِعِ
أتُطالِعُ الآمالَ مُنْتَظَرًِا وَلا ... تَدْري لَعَلَّ الْمَوْتَ أوَّلُ طالِعِ
وإِذا ابْنُ آدَم حَلَّ في أكْفانِهِ ... حَلَّ ابْنُا أُمِّكَ في الْمَكانِ الشّاسِعِ
وإذا الخُطُوبُ جَرَتْ عَلَيكَ بِوَقْعِها ... تَرَكَتْكَ بَينَ مُفَجَّعٍ أَوْ فاجِعِ
كَمْ مِنْ مُنًى مَثُلَتْ لِقَلْبِكَ لَمْ تَكُنْ ... إلا بِمَنْزِلَةِ السَّرابِ اللاَّمِعِ
لُذْ بالإِِلهِ مِنَ الرَّدى وطُروقِهِ ... فَتَحُلَّ مِنْهُ في الْمَحَلِّ الْواسِعِ
وقال رحمه الله:
الشَّيْءُ مَحْروصٌ عَلَيْهِ إذا اَمْتَنَعْ ... وَلَقَلَّ مَنْ يَخْلو هَواهُ مِنْ وَلَعْ
والْمَرْءُ مُتَّصِلٌ بَخَيْرِ صَنيعِهِ ... وبِشَرِّهِ حَتى يُلاقِي ما صَنَعْ
ولَمِنْ يَضيقُ عَنِ المَكارِمِ ضَيقَة ... ولِمَنْ تَفَسَّحَ في الْمَكارِمِ مُتَّسَعْ
والنّاسُ بَيْنَ مُسَلِّمٍ رَبِحَ الرِّضا ... فِيمَا يَمَضُّ وبَيْنَ مَنْ خَسِرَ الْجَزَعْ
والْحَقُّ مُتَّصلٌ ومُتَّصَلٌ بِهِ ... فَإِذا سَمِعْتَ بِمَيِّتٍ فَقَدِ انْقَطَعْ
ولَرُبَّ مُرٍّ قَدْ أفادَ حَلاوَةً ... ولَرُبَّ حُلْوٍ في مَغَبَّتِهِ شُنَعْ
وأمامَكَ الْوَطَنُ الْمَخوفُ سَبيُلُه ... فَتَزَوَّدِ التَّقْوى إلَيْهِ ولا تَدَعْ
لَيْسَ الْمُوفّى حَظَّهُ مِنْ مالِهِ ... إلاّ الْمُوفى زادَ هَوْلِ الْمُطَّلَعْ
واعْلَمْ بِأَنَّكَ لَسْتَ تَطْرِفُ طَرْفَةَ ... إلاّ تَفاوَتَ مِنْكَ ما لا يُرْتَجَعْ
عَبْدُ الْمَطامِعِ في لِباسِ مَذَلَّةٍ ... إنَّ الذَّليلََ لَمَنْ تَعَبَّدَهُ الطَّمَعْ
وَلَرُبَّما مُحِقَ الْكَثَيرُ وَرُبَّما ... كَثُرَ الْقَليلُ إِلَى الْقَليلِ إِذا جُمِعْ
والْمَرْءُ أَسْلَمُ ما يَكونُ بِدينِهِ ... عِنْدَ التَّحَفُّظ والسَّكِينَةِ والْوَرَعْ