لا تَتْرُكِ الْمَعْروفَ حَيْثُ كُنْتا ... وَاعْزِم عَلى الْخَيْرِ وَإِنْ جُبُنْتَا
الْحَمْدُ للهِ كَثيرًا شُكْرا ... اللهُ أَعْلى وَأَعَزُّ أَمْرَا
لابُدَّ مِمَّا لَيْسَ مِنْهُ بُدُّ ... وَالْغَيُّ لا يَنْزِلُ حَيْثُ الرُّشْدُ
ما شاءَ رَبِّي أنْ يَكونَ كَانَا ... وَالْمَرْءُ يُرْدِي نَفْسَهُ أَحْيَانَا
كُلُّ يُناغِي نَفْسَهُ بِهاجِسِ ... تَعَلُّقٌ مِنْ عُلَقِ الْوَساوِسِ
نَسْتَوفِقُ اللهَ لِمَا نُحِبُّ ... ما أَقْبَحَ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ يَصْبُو
في كُلِّ رَأْسٍ نَزْوَةٌ وَطَرْبَهْ ... رُبَّ رضًا أفْضَلُ مِنْهُ غَضْبَهْ
كمْ غَضْبَةٍ طابَتْ بِها الْمَغَبَّهْ
يا عاشِقَ الدُّنْيا تَسَلَّ عَنْها ... وَيْلي عَلى الدُّنْيا وَوَيْلي مِنْها
ما أَسْرَعَ السَّاعاتِ في الأَيّامِ ... وَأَسْرَعَ الأَيّامَ في الأَعْوامِ
لِلْمَوْتِ بي جِدٌّ وَأَيُّ جِدِّ ... وَلَسْتُ لِلْمَوْتِ بِمُسْتَعِدِّ
هَلْ أُذُنٌ تَسْمَعُ ما تُسَمِّعُ ... قَوارِعُ الدَّهْرِ التي تُقَرِّعُ
ما طابَ فَرْعٌ لا يَطِيْبُ أصْلُهُ ... احْذَرْ مُؤاخاةَ اللّئيمِ فِعْلُهُ
انْظُرْ إذا آخَيْتَ مَنْ تُؤاخِي ... ما كُلُّ مَنْ آخَيْتَ بِالْمُؤاخِي
الْحَمْدُ للهِ الْكَثيرِ خَيْرُهُ ... لمْ يَسَعِ الْخَلْقَ جَميعًا غَيْرُهُ
لَمْ نَرَ مَنْ دامَ لَهُ سَرُورُ ... وَصاحِبُ الدُّنْيا بِها مَغْرُورُ
نَعوذُ باللهِ مِنَ حُسْنِ بَدٍ مَكانُهُ ... وَالْمَرْءُ لَنْ يُسْلِمَهُ إِحْسانُهُ
مَنْ يَأْمَنُ الْمَوْتَ ولَيْسَ يُؤْمَنُ ... نَحنُ لَهُ في كُلِّ يَوْمٍ نُؤْذَنُ ...
يا رُبِّ ذِي خَوْفٍ أَتَى مِنْ مَأْمَنَهْ ... كَمْ مُبْتَلًى مِنْ يَأْسِهِ بِأَمَنَهْ