يا خَيْرَ مَنْ يُدْعى لدى الشَّدائِدِ ... ومَنْ لَهُ الشُّكْرُ مَعَ الْمَحامِدِ
أنْتَ إِلهي وبِكَ التَّوْفيقُ ... والْوَعْدُ يُبْدِي نورَهُ التَّحْقِيقُ ...
حَسْبُكَ مِمَّا تَبتغيهِ الْقُوتُ ... ما أكثر القوت لمن يموت
إن كان لا يغنيك ما يكفيك ... فَكُلُّ ما في الأَرْضِ لا يُغْنيكا
الفقر فيما جاوز الكفاف ... مَنْ عَرَفَ اللهَ رَجا وَخافَا
إِنَّ الْقَلِيلَ بالْقَلِيلِ يَكْثُرُ ... إِنَّ الصَّفاءَ بالْقَذى ليَكْدُرُ
يا رُبَّ مَنْ أَسْخَطَنا بِجَهْدِهِ ... فَنَسْأل الله دَوَامَ حَمْدِهِ
ومَنْ لَمْ يَصِلْ فَارْضَ إِذا جَفاكَا ... لا تَقْطَعَنَّ لِلْهَوى أَخَاكَا
اللهُ حَسِبْي في جَميعِ أَمْرِيْ ... بِهِ غَنائِي وإِلَيْهِ فَقْرِي
لَنْ تُصْلِحَ الناسَ وأَنْتَ فاسِدُ ... هَيْهاتَ ما أَبْعَدَ ما تُكابِدُ
التَّرْكُ لِلدُّنْيا النَّجاةُ مِنْها ... لَمْ تَرَ أَنْهى لَكَ مِنْها عَنْها
لِكُلِّ ما يُؤْذِي وإِنْ قَلَّ أَلَمْ ... ما أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلى مَنْ لَمْ يَنَمْ
مَنْ لاحَ في عارِضِهِ القتيرُ ... فَقَدْ أَتاهُ بالْبِلى النذَّيرُ
مَنْ جَعَلَ النَّمّامَ عَيْنًا هَلَكَا ... مُبْلِغُكَ الشَّرَ كَباغِيهِ لَكَا
يُغْنِيكَ عَنْ قَوْلِ قَبيحٍ تَرْكُهُ ... قَدْ يُوهِنُ الرَّأْيَ الأَصيلَ شَكُّهُ
لِكُلِّ قَلْبٍ أَمَلٌ يُقَلِّبُهْ ... يَصْدُقُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا يكْذِبُهُ
الْمَكْرُ والْخِبُّ أَداةُ الْغادِرِ ... والْكَذب الْمَحْضُ سِلاحُ الْفاجِرِ
لَمْ يَصْفُ لِلْمَرْءِ صَديقٌ يَمذُقُهْ ... لَيْسَ صَديقُ الْمَرْءِ مَنْ لا يَصْدُقُهْ
مَعْروف مَنْ مَنَّ بِهِ خَدَاجُ ... ما طابَ عَذْبٌ شَابَه عَجَاجُ
ما عَيْشُ مَنْ آفَتُه بقَاؤُهُ ... نَغَّصَ عَيْشًا طَيِّبا فَنَاؤُهُ
إِنَّأ لَنَفْنى نَفَسًا وطَرْفَا ... لَمْ يَتْرُكِ الْمَوْتُ لإلْفِ إِلْفَا